يستعرض هذا المقال آراء العلماء والأطباء حول تشقير الحواجب، وهي ظاهرة حديثة لم تكن متعارف عليها في السابق. سنتناول بالتفصيل مفهوم تشقير الحواجب، والحكم الشرعي المتعلق بتغيير لون الحواجب، بالإضافة إلى استفسارات تتعلق بمدى شيوع هذه الظاهرة بين الفتيات ومستوى القبول أو الرفض من قبل أهل العلم والأطباء.

تعريف تشقير الحواجب

يُعرف تشقير الحواجب على أنه عملية تغيير لون شعر الحاجبين، إذ يتم تحويل لونه إلى درجات أشقر باستخدام تقنيات متنوعة، تشمل الأساليب الطبيعية والكيماوية، أو حتى بواسطة الليزر. يُفضل تنفيذ هذه العملية على يد مختصين في مجال التجميل لضمان سلامة الإجراءات. ومع ذلك، فإن بعض النساء يواجهن عقبات تحول دون زيارة مراكز التجميل، مما يستدعي الحذر الشديد عند القيام بتشقير الحواجب في المنزل، لضمان عدم تعرض العينين لأي من المواد المستخدمة.

وجهات نظر العلماء والأطباء حول تشقير الحواجب

تنقسم آراء أهل العلم والأطباء حول مسألة تشقير الحواجب، حيث يتبنى بعضهم الرأي الجائز، بينما يحتفظ آخرون برأي التحريم. يُعتبر تشقير الحواجب ظاهرة ملحوظة بين الفتيات في وقتنا الحالي، مما يستدعي تسليط الضوء على الآراء المختلفة بشأن هذا الموضوع.

الرأي القائل بجواز تشقير الحواجب

يرى بعض العلماء جواز تشقير الحواجب، ومن بينهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله. فقد سُئل الشيخ عن مدى جواز صبغ الشعر بلون يتناسب مع لون البشرة مع العلم بأن الحواجب قد تتشابه مع تلك التي يتم نتفها، فأجاز الشيخ ذلك، مؤكدًا أنه لا بأس في هذا التصرف طالما أنه يقتصر على صبغ الشعر.

الرأي القائل بتحريم تشقير الحواجب

من جهة أخرى، يذهب بعض العلماء إلى تحريم تشقير الحواجب، حيث اعتبرت اللجنة الدائمة للإفتاء أن هذا الفعل غير جائز كونه يشابه النمص الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد وردت العديد من الأدلة من القرآن والسنة التي تشدد على عدم إلحاق الضرر بالنفس. وقد أشار الشيخ عبد الله الجبرين إلى أن تغيير لون الحواجب أمر محرم، مستندًا إلى الحديث الذي يلعن النامصات.

أراء الأطباء حول تشقير الحواجب

أشارت البحوث والدراسات إلى أن لتشقير الحواجب أضرارًا محتملة، مما يعزز من موقف الأطباء في التحذير من هذه الممارسة

  • المواد الكيميائية المستخدمة في التشقير قد تضر بالجلد والمنطقة المحيطة بالعينين.
  • يمكن أن تؤدي تلك المواد إلى زيادة كثافة شعر الحاجب، مما يسبب نموًا مفرطًا غير مرغوب فيه.
  • تشير الدراسات إلى أن هذه المواد قد تؤثر سلبًا على صحة الجنين لدى النساء الحوامل.
  • يمكن أن تسبب المواد الكيميائية المستخدمة تهيجًا واحمرارًا في المنطقة الحساسة حول العينين.
  • قد تحدث مشاكل دموية في الأوعية الدموية المحيطة بالعينين.
  • بعض المواد الكيميائية المستعملة قد تحمل مخاطر سرطانية، مثل بارافينيلين.

حكم تشقير الحواجب بالليزر

بالنظر إلى موقف العلماء من تشقير الحواجب، يتضح أن هناك غموضًا حول الحكم الشرعي، لذا يُستحسن الابتعاد عنه حتى لا يندرج تحت مسمى النمص، والذي يعد محرمًا في الدين. إن الاستخدام المفرط لهذه العمليات قد يسبب تشبهًا بالنّامصات.

حكم قص الشعر الزائد من الحواجب

يتعلق الأمر بقص الشعر الزائد من الحواجب بآراء متباينة بين الفقهاء حيث يُفسر الخلاف بوجود تعارض في فهم العلة خلف تحريمه. فقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لعن النامصات، وقد اعتبر بعض العلماء أن النمص يأتي من محاولة تقليد أهل الفجور. أما إزالة الشعر بالقص فمن الممكن إجازتها إذا طبقت بطريقة تحافظ على شكل الحاجب كحد أدنى.

حكم استخدام القلم في رسم الحواجب

استخدام الكحل أو غيره من الألوان لرسم أو تحديد الحواجب لا يُعد محرمًا، شريطة الالتزام بالضوابط الشرعية. ينبغي تجنب كل ما يتم إزالته بصعوبة مثل النمص والوشم، حيث أن تلك الأشكال من التغيير تعتبر مخالفة.

هل يمنع صبغ الحواجب الوضوء

إذا ترك صبغ الحواجب آثارًا ملموسة، فإن ذلك قد يمنع الوضوء، بينما إذا كان أثره مجرد لون ولم يتبقى له جرم، فلا يؤثر على الطهارة. وبالتالي يُعتبر التشقير مشابهًا في حكمه للحناء، إذ لا يحجب وصول الماء إلى البشرة.

ختامًا، تم تسليط الضوء على مفهوم تشقير الحواجب، مختلف أحكام العلماء وآراء الأطباء حول هذه الممارسة. كما تناولنا تأثيرات تشقير الحواجب على الجانب الشرعي وكذلك الصحي، ليكون هذا المقال مرجعًا شاملًا حول هذا الموضوع.