يُعتبر سرطان الثدي أحد أكثر الأمراض السرطانية انتشارًا، حيث يصيب النساء بشكل رئيسي، ولكن يمكن أن يحدث أيضًا لدى الرجال بنسبة أقل. في السنوات الأخيرة، حققت الأبحاث الطبية تقدمًا كبيرًا في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعلاجه، مما ساهم في تقليل معدلات الوفيات المرتبطة بهذا المرض. وفي هذا المقال، سنتناول الأسباب العلمية المؤدية لسرطان الثدي ونستعرض الآثار المتعلقة به.

تعريف سرطان الثدي

يتشكل سرطان الثدي نتيجة نمو خلايا غير طبيعية بسرعة أكبر من الخلايا السليمة، مما يؤدي إلى تكون كتل ورمية في منطقة الثدي. هذا النوع من السرطانات يمكن أن يبدأ في الأنسجة الغدية المنتجة للحليب، والمعروفة باسم الفصيصات، أو قد يبدأ في القنوات الحليبية. من المهم أن نلاحظ أن سرطان الثدي يمكن أن ينتشر إلى العقد الليمفاوية أو عبر الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يجعله أحد الأنواع المهددة للحياة. يُعتبر سرطان الثدي ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا، حيث يليه سرطان الجلد، وهو السبب الثاني للوفاة بعد سرطان الرئة.

أسباب سرطان الثدي من الناحية العلمية

يحدد الأطباء سرطان الثدي كمشكلة صحية تحدث عندما تبدأ خلايا معينة في الثدي بالنمو بشكل غير متحكم. هذه الخلايا تتكاثر بسرعة أكبر من الخلايا السليمة، مما يؤدي إلى تشكيل كتل. يمكن نشر هذه الخلايا السرطانية إلى العقد الليمفاوية أو إلى مناطق أخرى من الجسم. وقد أشارت الأبحاث إلى أن هناك عدة عوامل تتعلق بالهرمونات، ونمط الحياة، والبيئة، والتي يمكن أن تساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. تشير التقديرات إلى أن حوالي 5-10٪ من حالات سرطان الثدي مرتبطة بطفرات جينية موروثة في العائلة.

تم تحديد جينات معينة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، من أبرزها جينات BRCA1 وBRCA2، التي ترفع بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بالسرطان. بالإضافة إلى ذلك، يساهم التاريخ العائلي للإصابة بالمرض في ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي. وفيما يلي أهم العوامل التي تُعتبر أسبابًا علمية للإصابة بسرطان الثدي

  • الجنس النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالرجال.
  • العمر يزداد خطر الإصابة مع التقدم في السن.
  • التاريخ الشخصي لسرطان الثدي وجود خزعة سابقة أو عيوب غير طبيعية في أنسجة الثدي يزيد من الخطر.
  • التاريخ العائلي وجود حالات سابقة في العائلة من سرطان الثدي يرفع نسبة الإصابة.
  • الجينات الموروثة انتقال الطفرات الجينية مثل BRCA1 وBRCA2 من الأبوين.
  • التعرض للإشعاع العلاج الإشعاعي في مرحلة الطفولة أو الشباب يزيد من المخاطر.
  • السمنة الوزن الزائد مرتبط بزيادة احتمال الإصابة.
  • التغيرات في الدورة الشهرية بدء الحيض في سن مبكرة.
  • انقطاع الطمث في سن متأخرة.
  • الولادة في سن متأخرة إنجاب طفل أول بعد الثلاثين.
  • عدم الإنجاب النساء اللواتي لم يحمِلْن بنسبة أكبر من الحمل.
  • استخدام العلاج الهرموني النساء اللاتي يتناولن الأدوية الهرمونية أكثر عرضة للإصابة.
  • تناول الكحوليات حيث يُساهم في رفع نسبة الإصابة بسرطان الثدي.

أعراض سرطان الثدي

قد لا يُظهر سرطان الثدي أعراضًا واضحة في بعض الأحيان، حيث يمكن أن يكون الورم صغيرًا جدًا إلى حد لا يُمكن شعوره. ومع ذلك، في حالة وجود ورم أكبر، قد تكون هناك بعض الأعراض التي تشير إلى وجود سرطان الثدي، بما في ذلك

  • نتوء أو سماكة جديدة في الثدي.
  • ألم في الثدي.
  • احمرار أو تقرح في جلد الثدي.
  • تورم في الثدي أو جزء منه.
  • إفرازات غير طبيعية من الحلمة.
  • تغيرات جلدية أو في شكل الثدي.
  • نتوء تحت الإبط.

من المهم التأكيد على أن ظهور أي من هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان الثدي؛ فقد تكون نتيجة لحالات طبية أخرى غير سرطانية، ومع ذلك من الضروري استشارة الطبيب عند ملاحظة أي من هذه التغيرات.

طرق علاج سرطان الثدي

تتحدد وسائل علاج سرطان الثدي بناءً على مرحلة المرض وطبيعة الورم. تشمل الخيارات العلاجية ما يلي

  • الجراحة إزالة الورم السرطاني أو الأنسجة المحيطة به.
  • العلاج الإشعاعي استخدم الإشعاع لاستهداف الخلايا السرطانية.
  • العلاج الكيميائي تناول أدوية تقتل الخلايا السرطانية.
  • العلاج الهرموني محاولة تقليل تأثير الهرمونات على نمو الورم.
  • الأدوية المستهدفة مثل الأدوية التي تتناول الطفرات الخاصة بالخلايا السرطانية.

تشخيص سرطان الثدي

تستخدم الفحوصات المختلفة لتشخيص سرطان الثدي، مثل

  • اختبارات التصوير مثل التصوير الشعاعي والموجات فوق الصوتية لتحديد مكان الورم.
  • الخزعة لأخذ عينة من الأنسجة لفحصها.
  • تحاليل الدم لتقييم الحالة الصحية العامة للمريض.

طرق الوقاية من سرطان الثدي

تتضمن الوقاية من سرطان الثدي عدة استراتيجيات، مثل

  • تغييرات في نمط الحياة اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة.
  • الفحص المنتظم القيام بعمليات الفحص مثل الأشعة السينية للكشف المبكر.
  • استشارة طبية للنساء المعرضات خطر الإصابة بناءً على تاريخ العائلة.

ختامًا، تم تناول الأسباب العلمية المحتملة لسرطان الثدي، بالإضافة إلى أعراضه وطرق علاجه ووسائل الوقاية التي يمكن أن تُساهم في التقليل من خطر الإصابة. إن الوعي والفحص المبكر هما مفتاحا التعافي.