تُعتبر استراتيجيات القراءة السريعة من الموضوعات المهمة التي تشغل بال العديد من الأفراد المهتمين بتعزيز مهاراتهم في القراءة. إن إتقان هذا الأسلوب من القراءة يسهم في توفير الوقت والجهد، مما يمنح القارئ الفرصة لاستيعاب أكبر عدد من المعلومات بسرعة وفاعلية. في هذا البحث، سنتناول بالتفصيل مضمون القراءة السريعة، وأهدافها، وتقنياتها، واستراتيجياتها، وأنواعها، ووسائل تحسينها.
ما هي القراءة السريعة
تُعرّف القراءة السريعة بأنها أسلوب يمكن القارئ من زيادة سرعة القراءة مع الحفاظ على مستويات جيدة من الفهم. عند تحليل عملية القراءة، نجد أن تثبيت الكلمة في الدماغ يستغرق حوالي 0.25 ثانية، مع فترة 0.1 ثانية للتنقل بين الكلمات. ومن المعروف أن معالجة جملة واحدة يتطلب نحو نصف ثانية. وهكذا، يستطيع الشخص الاعتيادي قراءة ما بين 200 إلى 300 كلمة في الدقيقة. وتعتمد القراءة السريعة على تسريع هذه العمليات من خلال الأساليب المختلفة، مثل تكرار القراءة واستخدام القراءة الصامتة بفعالية.
أنواع القراءة السريعة
بصفة عامة، ترتكز القراءة السريعة على الانتقال بين النصوص مع التركيز على الكلمات الأساسية فقط. وفيما يلي الأنواع الأساسية للقراءة السريعة
- القراءة الجهرية حيث يتم قراءة النص بصوت عالٍ وبسرعة، مما قد يصل بعدد الكلمات إلى حوالي 400 كلمة في الدقيقة.
- القراءة الصامتة تعتمد على القراءة بدون إصدار صوت، وتحقق سرعات أعلى يمكن أن تصل إلى 700 كلمة في الدقيقة.
- القراءة العقلية تُعرف أيضًا بالنطق الداخلي، وتُعتبر أبطأ أنواع القراءة السريعة، حيث لا تتجاوز سرعة القراءة 250 كلمة في الدقيقة.
استراتيجيات القراءة السريعة
هناك أربع استراتيجيات رئيسية للتعلم الفعّال للقراءة السريعة، وهي كما يلي
تمييز الكلمات الرئيسية
تقوم هذه الاستراتيجية على التركيز على الكلمات الأساسية التي تتعلق بفكرة النص. يتطلب ذلك من القارئ أن يركز على الأفعال والفاعل والمفعول به، متجاوزاً الكلمات الثانوية، مما يساعد على القراءة بسرعة أكبر.
استراتيجية التصفح
تشمل قراءة الجمل الأولى والأخيرة من كل فقرة، إذ تقدم عادة الجملة الأولى الفكرة الأساسية، بينما تلخص الجملة الأخيرة الموضوع. تمكن هذه الاستراتيجية القارئ من استيعاب المحتوى بشكل سريع.
الربط بالمعلومات السابقة
من المهم ربط المعلومات الجديدة بالتجارب الشخصية أو بالمعارف السابقة لتسهيل استرجاعها لاحقاً. يوصي خبراء النفس بضرورة تحقيق الربط لتسهيل عملية الفهم.
تدوين الملاحظات
يساعد تدوين النقاط الأساسية والأفكار المهمة التي تم قراءتها على تحسين الذاكرة، مما يعزز القدرة على استرجاع المعلومات عند الحاجة.
أهداف القراءة السريعة
تتمثل الأهداف الرئيسية للقراءة السريعة في توفير الوقت والجهد. باستخدام التقنيات المناسبة، يمكن للقارئ إنهاء نص مكون من 2500 كلمة في غضون خمس دقائق، مما يظهر الفرق الكبير بين القراءة التقليدية والسريعة.
فوائد القراءة السريعة
تتجاوز فوائد القراءة السريعة السرعة في الأداء، وتشمل العديد من الجوانب الإيجابية، من بينها
- تحسين الأداء الذهني تساعد القراءة السريعة في تحسين وظائف الدماغ، مما يمنع التدهور المعرفي.
- زيادة سرعة التفكير تحفز هذه التقنية الدماغ على تنظيم المعلومات بفعالية.
- تعزيز التركيز بالنظر لعدد المعلومات الكبيرة التي يتم تلقيها، تزدهر القدرة على التركيز.
- التقليل من التوتر تسهم القراءة في تحسين الصحة العقلية وتقليل مستويات القلق.
كيفية إتقان القراءة السريعة
توجد طرق فعّالة يمكن تطبيقها لإتقان مهارة القراءة السريعة، ومنها
- ممارسة القراءة الصامتة حيث تدور حوارات داخلية عند قراءة النص لتعزيز الفهم.
- تحديد الوقت المناسب للقراءة مراقبة الوقت يساعد القارئ على تحسين سرعته.
- تحديد أهداف القراءة قبل بدء القراءة، ينبغي أن يحدد القارئ الوقت المستهدف لإنهاء النص.
- زيادة عدد الصفحات كل يوم العمل على زيادة كمية القراءة تدريجياً يساعد في تطوير المهارة.
نصائح لتحسين سرعة القراءة
لرفع مستوى سرعة القراءة لديك، اتبع النصائح التالية
- اختر بيئة هادئة تناسب القراءة.
- ابدأ بمواد قراءة قصيرة لتتجنب الإرهاق.
- ركز على الفكرة الرئيسية أو العنوان قبل البدء.
- قيم مستوى تقدمك بشكل دوري.
- استمر في المحاولة لتحقيق أهدافك.
تقنيات القراءة السريعة
تعتبر القراءة أحد أهم الوسائل لاكتساب المعرفة الجديدة، وفيما يلي أهم التقنيات المستخدمة فيها
- التتبع بالإصبع إشارة الإصبع تساعد في تسريع القراءة.
- المسح قراءة العناوين والمحتويات قبل القراءة الأصلية.
- التصور استخدام التصور البصري لحفظ المعلومات.
بهذا القدر من المعلومات، نكون قد تناولنا في بحثنا هذا جوانب القراءة السريعة، مستعرضين أهميتها، تقنياتها، استراتيجياتها، وأهدافها. ونسعى إلى تعزيز ثقافة القراءة ومهاراتها بين القراء الأعزاء.