تعرض الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- للاستشهاد على يد أصحاب الفتنة في سنة معينة، مما أحدث ضجة كبيرة في أوساط الأمة الإسلامية. هذه الأحداث تندرج ضمن أشد الفتن التي واجهها المسلمون في تاريخهم، لذا يتم تخصيص اهتمام كبير للحديث حول ملابسات استشهاد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.

استشهاد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه على يد الفتنة

لقد أبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بشارة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بالشهادة، حيث ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ علَى جَبَلِ حِرَاءٍ، فَتَحَرَّكَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اسْكُنْ حِرَاءُ فَما عَلَيْكَ إلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ”. وقد تضمّن هذا النص النبوءة بوجود النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من الخلفاء الراشدين كمثل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم. كما ورد عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال عن عثمان “بَشِّرْهُ بالجَنَّةِ علَى بَلْوَى تُصِيبُهُ”. وقد وقع استشهاده -رضي الله عنه- في آخر سنة 35 هجريًا نتيجة واحدة من أعظم الفتن التي واجهت المسلمين، حيث حاصره أتباع عبد الله بن سبأ في المدينة المنورة حتى تم قتله.

  • لعبت أحداث استشهاد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- دوراً محورياً في التاريخ الإسلامي، وقد حصلت في سنة 35 للهجرة.

نبذة عن عثمان بن عفان

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، ويعود نسبه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عبد مناف. وُلدت أمه أروى بنت كريز، التي هي بنت البيضاء، عمة النبي الكريم. يكنى بأبي عبد الله ويُعد ثالث الخلفاء الراشدين ومن أوائل من أسلم في الإسلام، حيث أسلم على يدي أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-. في فترة إسلامه، كان أول من هاجر إلى الحبشة. يُعرف بلقب “ذي النورين” بسبب زواجه من رقية بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم تزوج من أختها أم كلثوم. وكان له دور كبير في إنفاق الأموال في سبيل الله، حيث ساهم في تجهيز جيش العسرة وسبل بئر رومة للمسلمين. استمرت فترة خلافته لمدة اثنتي عشرة سنة، وحققت العديد من الإنجازات مثل جمع القرآن وتوسيع المسجد الحرام والمسجد النبوي وفتح العديد من البلدان مثل أرمينية وخراسان وكيرمان وسجستان وإفريقية وقبرص. كما شهد عهده إنشاء أول أسطول بحري إسلامي لحماية سواحل الدول الإسلامية.

فضل عثمان بن عفان

تحظى شخصية عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بمكانة رفيعة بين المسلمين، ومن أبرز الدلائل على فضله

  • هو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
  • ثالث الخلفاء الراشدين بعد أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-.
  • أحد السابقين الأولين في الإسلام من الرجال بعد علي وأبي بكر وزيد بن حارثة -رضي الله عنهم-.
  • جمع القرآن على حرف واحد، مما جنّب الأمة الاختلاف في القراءات.
  • كان من الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ليكون أحدهم خليفة.
  • استخلفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عدة غزوات، وكذلك استخلفه أبو بكر أثناء حجه.
  • كان يُعتبر وزيراً لأبي بكر وعمر خلال فترة خلافتهما.
  • كان مميزًا بزوجتيه، ابنتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث أطلق عليه لقب “ذي النورين”.
  • أظهر الصبر والثبات في محنته واستشهاده، حيث بشره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالشهادة.

وفي ختام هذا المقال، تناولنا موضوع استشهاد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وبعض تفاصيل حياته، مؤكّدين على فضله ومكانته في قلوب المسلمين عبر التاريخ.